الشيخ الطبيب الإدارة
برجك الروحانى : عدد الرسائل : 899 العمر : 41 من أى دولة : مصر السٌّمعَة : -1 نقاط : 1769 تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: حكم أخذ الأجــرة على الرقية والتفرغ لعلاج الناس الثلاثاء 9 نوفمبر - 15:16 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مقدمـة أجرة الراقي كثرالكلام والجدل والكتابات والردود حول موضوع أجرة الراقي ومايأخذه الراقيويطلبه من المرضى وخاض الكثير فيه سواء كانوا من اهل العلم أو عوام الناسولتفرق الموضوع وانقسام الناس في هذا الموضوع بين ناقد وساكت ومؤيد أحببتأن أطرح الموضوع كاملاً بإذن الله حتى لايكون هناك لبس ولا جهل وحتى لايقعالناس في أعراض الآخرين . اتقوا الله كمنسمع ونقرأ كثيراً عن الرقاة ومايأخذونه من أموال مقابل الرقية وكأنهميسرقون الناس ويبتزونهم ويستغلوهم فتسمع عبارات منها *إنهم يسرقون الناس * يخدعون الناس * يستغلون ضعفهم وحاجتهم* لايجوز أخذمقابل * لايأخذ إلا إذا أعطاه المريض بطيب نفسه* يعطى هدية وليس أجرة لأنالقرآن لايتاجر به* لايعطى إلا بعد الشفاء* لايقرؤون لله بل للمال * فلانيأخذ فلوس رقيته لاتنفع ............. الخ ولا نقول إلا اتقوا الله فيأعراض الناس ولاتحكموا على أحد حتى تعلموا حكم أخذ الأجرة على الرقية سبب هذا الأقوال 1- جهل الناس بحكم أخذ أجر عن الرقية. 2- مايقع من بعض الرقاة في المبالغة في الأجر. 3- حسد البعض على مايأخذه الراقي. 4- بعض الفتاوى التي لم توضح هذه المسألة . سبحان الله -لماذا تكون النقمة شديدة مع أن الراقي لم يجبر مريضاً ولم ينتزع منه مالهبالقوة مع أن عمل الراقي قد يختلف عن عمل الطبيب إذ أن الراقي يقرأالقرآن وينفث مثلاً وهذا الأمر يستطيع المريض أن يفعله بنفسه ويكون طبيبنفسه أو أحداً من أهله يقوم بالقراءة والدعاء له بخلاف حال الطبيبوالجراح الذي لايستطيع المريض أن يعمل عمله فلا يستطيع أن يجري لنفسهعملية جراحية ولا فحوصات مخبرية ولا ..ولا.. الخ ومع ذلك لاتجد النقمة علىالطبيب مثل النقمة على الراقي بل يأتي المريض إلى الراقي وقد خسر آلافاًمؤلفة وعمل عشرات العمليات ثم ينقم من الراقي إذا طلب منه جزء من مائة جزءمما دفعه للمستشفيات والأطباء الذين قطعوه واستأصلوا منه مااستأصلوه سبب محاربة الرقاة الحقيقي هو المال المال بعدبحث وتقصي حول أسباب محاربة الرقاة وجدنا أن أقوى الأسباب الرئيسية بعدمسألة أن الراقي من أهل السنة هو المال بمعنى أن الراقي إذا لم يأخذ مقابلرقيته شيئاً قالوا عنه مخلص وزكوه وإذا كان يرقي ويعطي العلاج بالمجانكان أعلى مرتبة ولا يحاربه أحد ولا يتكلم في حقه أحد وهذا مشاهد وملاحظ هل أخذ المال مقابل الرقية حلال أم حرام ؟ أخذالمال مقابل الرقية حلال وليس حراماً والعجيب أنك بعد أن تفهم المسألةوتعلم الحكم الشرعي فيها وأقوال العلماء بالجواز والإباحة أنك تخرج بنتيجةعجيبة أن الرقاة محسودون في المال الذي يأخذوه .... نعم والله ، وإذا سألتكيف هذا ؟ قلت سواء أخذ قليلاً أو كثيراً فإنه لايسلم إذا أخذ كثيراً قالوا كم دخله الشهري بل اليومي إذا أخذ قليلاً قالوا لاتنظر لقلة مايأخذ ولكن انظر على كم يقرأ وحكمالناس على الرقاة للأسف حسب مايسمعون من الآخرين ويقرؤون في الصحفوالمجلات ويقيسون كل الرقاة على ميزان واحد وهذا خطأ فالرقاة أقسام 1-قسم بحاجة للمال ويتقي الله فيما يأخذه من الناس مقابل الرقية ولايرهقهم بقيمة العلاج. 2-قسم يتاجر بالرقية وقد يزعم أنه لايأخذ مقابلاً على الرقية ولكنه يأخذأضعاف مضاعفة بما يبيعه من علاج . 3-قسم أغناه الله وقد يكون مدعوماً من بعض التجار فلا يأخذ بل يعطي العلاجبلامقابل لأنه تبرع من المحسنين أو من بعض المرضى الذين شفاهم الله. أشققت عن قلبه جاء في "الصحيحين" (صحيح الإمام البخاري " (7/517) كتاب المغازي و "وصحيح الإمام مسلم " (2/99)كتاب الإيمان) عن أسامة بن زيد – رضي الله تعالى عنه – قال : بعثنا رسولالله صلى الله عليه وسلم في سرية ، فصبحنا الحرقات من جهينة ، فأدركت رجلافقال : لا إله إلا الله ، فطعنته . قال : قلت : يا رسول الله إنما قالهاخوفا من السلاح . قال : اشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!! فما زاليكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ" مااسرع حكم الناس على الرقاة في أخذ الأموال والحكم على نياتهم بأنهميقرؤون من أجل المال وكأنهم شقوا عن قلوبهم - فإذا كان الأمر الذي وضحللصحابي من ذلك الكافر الذي نطق بالشهادتين بأنه نطقها خوفاً من القتلنبذه ورده رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدد في فعل أسامة ويكرر عليهأشققت عن قلبه ...أشققت عن قلبه حقيقة عمل الراقي أكثرالناس بمختلف طبقاتهم يظنون أمر الرقية أمر سهل وأن أى أحد يستطيع أن يرقيأو بالأصح أن يستمر في الرقية بدون أذى من الأرواح الخبيثة يقولابن تيمية مجموع الفتاوى الجزء 19: إذا كان داعى من العفاريت والمعالجضعيف فقد تؤذيه، فينبغي لمثل هذا أن يتحرز بقراءة المعوذات والصلاةوالدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان ، ويجتنب الذنوب التي بها يستطيلونعليه ، فانه مجاهد في سبيل الله ، وهذا من أعظم الجهاد ، فليحذر أن ينتصرالعدو عليه بذنوبه قال ابن القيم وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليهالأمور : قرأ آيات السكينة . وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضهتعجز العقول عن حملها: من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك: في حالضعف القوة، قال: فلما اشتد عليَّ الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آياتالسكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة. وقد جربت أناأيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيراعظيما في سكونه وطمأنينته. فحقيقةعمل الراقي حرب شديدة حرب ضروس لايعرفها إلا من خاضها ودخل فيهافلا أظنأحداً يجازف بنفسه من أجل المال وأضرب لهذا مثلاً حقيقياً حدث معي ((قلتلأحدهم أريد منك أن تضرب عدواً لي يؤذيني مقابل 300 ريال ولكنه قوي وشبهتله بأحد المارة فماذا كان جوابه ! قال تريد مني أن أهلك نفسي مع هذاالشرير قلت له مقابل 300 ريال .. قال ولا 500 ريال لماذا أجني على نفسيفقلت له كيف لو كانوا مائة رجل قال أظنك تستهزئ ولا مال الأرض يجعلني أقفمثل هذا الموقف فقلت له أوتظن أن مايأخذه الراقي في محاربة الشياطينوالسحرة يقابل ويساوي شيئاً من عمله ؟ فخجل وقال والله إلا أن يحتسبالأجر مع مايأخذه . بعض الأسباب في أخذ الأجرة مع جوازها هناك بعض الأمور التي لابد من ذكرها في أخذ أجرة من المرضى مع جواز الأخذ كما سيأتي في الفتاوى فمنها: 1-حاجة كثير من الرقاة لأن أمر الرقية يعطل مصالح كثيرة فالراقي كقسمالطوارئ في المستشفيات ولكن مع الفرق ذلك أنه وحده في القسم. 2-الراقي ليس متسولاً أو شحاتاً لينتظر أعطاه فلان أو لم يعطه بل هو محسنللآخرين (يأتي المريض وهو مضطر محتاج ثم يرى أنه هو المتفضل على الراقي إنأعطاه شيئاً) 3- وضع الرسوم مهم جداً لأسباب وناقشت فيها بعض من لايطلب من المرضى وكانت كالآتي جدول توضيحي مختصر في أمر أخذ الأجرة ملاحظات وتوجيهات | بأخذ وتحديد الرسوم | بسبب عدم أخذ أو تحديد الرسوم | استثنيتمن لايطلب ولكن لي ملاحظة فبعضهم لايطلب ولا يأخذ إذا أعطي وهذا نادر وعلىحالات ولايقاس بالراقي الذي تفرغ للرقية فمنهم من فتح الله عليه بالغنىولا يحتاج ومنهم متوسط الحال وقد يحتاج ولكنه غير متفرغ للرقية فهذا يماثلالراقي الذي يأخذ إذ أن الراقي الذي يأخذ أيضاً يقرأ على حالات كثيرة بدونمقابل. | يدفع الفقير والغني ويتجاوز عن الفقير حسب حاله
| يأتي المريض الفقير ضعيف الحال وقد يدفع ويأتي الغني ميسور الحال وغالباً لايدفع
| تكون الرسوم محددة فلا يقع المريض في حرج
| بعض المرضى يدفع كثيراً لجهله بالمطلوب وقد لايكون عنده ولكنه استحياء دفع
| يسد الطريق على الشيطان فكلهم سواء
| يأتي الشيطان إلى الراقي من باب أن فلاناً دفع أكثر من فلان (فاهتم به أكثر)ه
| بعضالرقاة يزكي نفسه ويطعن في إخوانه الرقاة بأنهم يأخذون أموال الناسبالباطل ويحكم عليهم وعلى نياتهم مع أن بعضهم مدعوم أو يبيع العلاج بمبالغعالية
| يقطع الراقي على الشيطان آماله ووسوسته فسواء قرأ على غني أو عظيم فالحال واحد إلا إن اشترط مثلاً
| يوسوسالشيطان للراقي إذا رقى غنياً ويمنيه أنه سيعطيه ويعطيه (قال لي أحدهمذهبت إلى فلان المعروف ومعي عسل ودواء ورقيته وأظن أنه سيعطيني ويعطينيفأخذ ماعندي وقال شكراً واستحييت أن أطلب منه
| تحديدالرسوم قد يكون افضل وأسهل من الإشتراط خاصة في هذا الزمان فإذا اشترطالراقي كما اشترط الصحابي 30 شاة أو 100شاة لما ذهب إليه مريض مع جوازالإشتراط بل يتهموه بالإبتزاز إضافة إلى أن المريض قد يظن أن الشفاء بيدالراقي ولكن يشترط على المقتدر أو يشترط بقدر | أي أمر فيه مال يكون له مكانة ووقع في قلوب الناس
| استهتار كثير من الناس والمرضى بأمر الرقية والرقاة
| يستطيع الراقي وضع ميزانية محددة لنفسه ومساعدة غيره من الفقراء
| قد يتضرر الراقي بعد فترة لعدم وجود دخل ثابت
| لايحتاج لرفع سعر العلاج بل يكون في متناول الجميع
| لجأ الكثير من الرقاة لرفع أسعار العلاج بحجة أنهم لايأخذون مقابل الرقية خروجاً من الحرج
| بالنسبةلتحديد الرسوم فالمستشفيات تأخذ رسوماً وقد تكون عالية .. فحوصات واشعاتوتحاليل بالآلاف ...بل استشارات الأطباء المتخصصين باهظة الثمن ينظر فيالتقارير ليدلي برأيه في الحالة ويحولها لقسم آخر فقط
| يستطيع الراقي تجهيز مكان لرقية الناس وتوظيف من يساعده في الإستقبال وصرف الدواء ومساعدة الفقراء
| لايستطيع الراقي أن يجهز مكان الرقية المناسب ولا أن يساعد بعض المرضى الفقراء
| لن تجد الزحام بسبب أنه لن يذهب ليدفع إلا المريض المضطر
| تجد الإزدحام على الرقاة حتى الأصحاء يذهبون للتفرج
| أمر أخذ الأجرة على الرقية واسع فلا نلقي اللوم على الكل بل على من استغل
| لابد أن يعطي الحالة حقها من القراءة وإن استدعى ساعة زمان
| أكثرهم لايعطي الحالة حقها من القراءة فيقرأ أحدهم 5-10دقائق
| عدم الطعن فيمن اخذ الأجرة فقد أخذها خير الناس
| لايصيبه الإغترار ولايقع في الإحتيال ويأكل مالاً حلال
| إغتر بعضهم بأنه لايأخذ المال ووقع في الإحتيال وطعن فيمن يأخذ الأجرة الحلال
|
|
|
| فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والى الرسول أقولوبالله التوفيق ميزاننا شرعنا وكلام خالقنا وحديث نبينا عليه الصلاةوالسلام فقد قال (إن أحق ماأخذتم عليه أجراً كتاب الله) البخاري(قد أصبتمواضربوا لي منها بسهم)فإذا كان أحق الناس بالأجر هو الراقي بل سماه أجرولم يقل هدية أو هبة أو فضل بل أجر يعني أجرة ...ثم يأتي الزمان الذي يصبحفيه الراقي ليس له حق في الأجر وإلا أصبح متهماً في إخلاصه الذي لايعلمهإلا الله(أشققت عن قلبه)يأتي مدرس الدين ليأخذ الأجرة على تعليمه ودليلهفي ذلك حديث الرقية أما الراقي في نظر الناس لابد له أن يتورع ولا أدري أيورع يفوق ورع الصحابة رضوان الله عليهم وورع رسول الله عليه الصلاةوالسلام فقد كانوا يتمنون الطعام فبعد أن رقوا ذلك المريض كان نصيبهمثلاثين وفي بعض الروايات مائة شاة أين الورع ؟ هل يستطيع أحد أن يقوللماذا لم يأخذوا اثنين أو خمسة من الغنم ويردوا الباقي أو لماذا لم يأمرهمنبيهم أن يردوا مازاد عن حاجتهم بل إنه أقرهم بل وطلب منها فقال اضربوا ليمنها بسهم ليبين أنها حلال لاشبهة فيها وهو الذي كان لايلتقط التمرةالساقطة خشية أن تكون من مال صدقة إخوانيكل من يأخذ أجراً على صنعته وعمله الراقي أحق بالأجر منه بل إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أعطي مرة شاتين في قصة الغلام قال فأخذ واحدة وردالأخرى فلماذا أخذ ولماذا لم يجعل ذلك لله كما يظن البعض والصحيح أن له أنيأخذ وله أن يطلب الأجر أو الجعل وهذه التي مافهمها أكثر الناس مافهمواالفرق بين الجعل والأجر الجعل أن تطلب شيئأً محدداً مقابل العمل الذيتنجزه ولا تستحق الأجر عليه إلا بإنجازه فإذا قلت أنا آخذ كذا مقابل أنيشفى أو بعد أن يشفى واشترطت فهذا لابأس فيه والوجه الآخر أخذ أجر معلوموأجارة على الوقت الذي تقدمه في الرقية وهذا اجازه العلماء .جاء في سبلالسلام للصنعاني ـ الأجرة ج2( وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ { إنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْعَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ } . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ )إلى أنقال وَذِكْرُ الْبُخَارِيُّ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ فِي هَذَا الْبَابِوَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْأُجْرَةِ عَلَى التَّعْلِيمِ وَإِنَّمَافِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ أَخْذِ الْعِوَضِ فِي مُقَابَلَةِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِتَأْيِيدِ جَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَىقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ تَعْلِيمًا أَوْ غَيْرَهُ إذْ لَا فَرْقَ بَيْنَقِرَاءَتِهِ لِلتَّعْلِيمِ وَقِرَاءَتِهِ لِلطِّبِّ أما كم يأخذ المعالج قليل أم كثير فأقول من هو الذي يحدد ؟ إن الذي يحددصاحب الشأن وهو الراقي ولكن كم يأخذ عشرة أم مائة أم ألفاً نقول هو أدرى(حسب حاجته) ولايظن أحد أن الراقي لايساعد الناس ولكننا نستمع دوماً منطرف واحد ونستمع إلى الجانب المعاكس وهو (المتشكي بسب المال) هناك منالمعالجين من يصرف علاجاً بالمجان يباع لغيره بستمائة ريال يصرف العسلوالزيت والماء بالمجان لبعض من يرى أنه محتاج بل وينفق نقوداً مما يأخذهمن بعضهم صدقة عنهم ثم إن أكثر الرقاة يحتاجون لمال ليستأجر به مكاناًللرقية أحدهم إستأجر مكاناً بسبعين ألف للسنة وآخر بأربعين ألفاًلماذا(لأنه لابد أن يكون بيتاً منفصلاً عن الناس من أجل المشاكل ودخولالناس وخروجهم وحتى لايزعج الناس ويروعهم مما يرون ولايستطيع الراقي أنيفصل لكل الناس حاجته أو أن يكتب قصته ثم إن عليه أن يعطي لمن يقوم بخدمتهومساعدته وصرف الدواء للمرضى وتنظيف المكان إلى غير ذلك من أمور ثم مسألةأخرى هي تفاوت الرقاة في العلاج فهناك رقاة قد لايأخذ أحدهم شيئاً ولكنهيخرج ذلك من ثمن العلاج فقد يكون تكلفة العلاج بمائة ريال ويبيعه بستمائةريال أو أكثر ولاأبالغ فهنا نقول له الأفضل أن تضع رسوماً وأجرة علىقراءتك ولاتبع العلاج بهذه المكاسب وهناك رقاة لايأخذون شيئاً ولكنه إذاقرأ لايزيد عن خمس دقائق وهناك رقاة يأخذون أجرة على قراءتهم ولكنهم يعطونالحالة حاجتها ومع ذلك يراعون حالة بعض المرضى الذين تشق عليهم أجرةالراقي ثم إن الرقاة يتفاوتون في علمهم وعلاجهم فإذا وجد من الرقاةالأكفاء من يطلب الأجر فلابأس ألا ترون إلى الطبيب الإستشاري كم يطلب !مقابل ماذا مقابل أن ينظر في الفحوصات ثم يقول نعم أو لا ولا ينكر أحد علىذلك لخبرته ثم إنا لم نسمع أحداً يقول لطبيب أو مدرس أومهندس أومدير لمتأخذ أجرة على عملك أو إعمل ابتغاء الأجر من الله فلماذا نقول ذلك للراقي التفرغ للرقية وامتهانها عنوان قد لايعجب الكثير وخاصة من عافاهم الله أو من لايعلم واقع مايجري فيالعالم من انتشار السحرة وقد يقول قائل ماالحاجة لفتح دور للرقية مع أنبعض العلماء تفطنوا لما يجري فها نحن كل يوم نسمع عن القبض على ساحر أوساحرة أو مشعوذ - وبعض الغيورين على السنة جزاهم الله خيراً ونحن علىنهجهم يرون أن الصحابة لم يتفرغوا لهذه الأمور كما يحدث في هذا الزمان فأقول باتت الحاجة ماسة فتح دور الرقية وتقنينها والتفرغ لهذا من أهلالإختصاص ودعمهم لأمور 1- كثرة السحرة وانتشارهم بخلاف ماكان زمنالصحابة فقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى أمراء الأجناد أن يقتلواكل من وجدوا من السحرة ، حتى يتقي شرهم ، قال أبو عثمان النهدي : ( فقتلناثلاث سواحر ) ، هكذا جاء في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة – [رواه أبوداود بإسناد صحيح وأصله في "البخاري"] ثلاث سحرة في بلاد الإسلام فكيفإذا كان في مدينة واحدة كجدة مثلاً أو مكة آلاف السحرة من البلاد ومن خارجالبلاد 2- إن أبناء المسلمين يتعلمون السحر الآن حتى في المدارس المتوسطة تضبط كتب السحر الكبيرة 3- كثير من المسلمين قد وقع عبر القنوات في الكهانة والعرافة وتعلم السحر نساء ورجالاً 4- كثرة المصابين سواء بأمراض روحية أو عضوية 5- البديل للجوء الناس للسحرة يستوجب وجود أماكن للعلاج الشرعي فبدل أن يتجه المريض لساحر يتجه لراقي شرعي 6-لابد من التفرغ حتى يضبط الأمر (فكم من المرضى يتجه لغير المتفرغين منالخيرين فيعتذر منه بإنشغاله في عمله أو دراسته أو تجارته). 7-قلة من يرقي وقلة المتمرسين في الرقية (فمثلاً 30 راقياً منهم 10 متمرسينهل يكفون لتغطية منطقة يعمرها 5 ملايين نسمة. 8- لجوءكثير من الناس للتداوي بالقرآن سواء كان مرضاً روحياً(عين سحر مس ) أو كانمرضاً عضوياً (سرطان شلل صرع ونحوه) وخاصة بعد أن وجدوا نتائج عظيمة. 9- كيف يكون الراقي متمرساً إذا لم يتفرغ وكيف يكتسب الخبرة إذا لم يتفرغ . 10- لابد من التفرغ مقارنة لتفرغ الكثير للطب ومع ذلك لم يغطوا احتياجات المرضى. 11- فتاوى العلماء وعدم إنكارهم على الرقاة . أقوال العلماء أولاً الفرق بين أجرة الراقي ومعلم القرآن والداعية الفتاوى الكبرى ابن تيمية الجزء الخامس –الأجرة وَيَجُوزُ أَنْ يَأْخُذَ الْأُجْرَةَ عَلَى تَعْلِيمِ الْفِقْهِوَالْحَدِيثِ وَنَحْوِهِمَا إنْ كَانَ مُحْتَاجًا وَهُوَ وَجْهٌ فِيالْمَذْهَبِ , وَلَا يَصِحُّ الِاسْتِئْجَارُ عَلَى الْقِرَاءَةِوَإِهْدَائِهَا إلَى الْمَيِّتِ لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْالْأَئِمَّةِ الْإِذْنُ فِي ذَلِكَ . وَقَدْ قَالَ الْعُلَمَاءُ إنَّالْقَارِئَ إذَا قَرَأَ لِأَجْلِ الْمَالِ فَلَا ثَوَابَ لَهُ , فَأَيُّشَيْءٍ يُهْدَى إلَى الْمَيِّتِ وَإِنَّمَا يَصِلُ إلَى الْمَيِّتِالْعَمَلُ الصَّالِحُ , وَالِاسْتِئْجَارُ عَلَى مُجَرَّدِ التِّلَاوَةِلَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ , وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِيالِاسْتِئْجَارِ عَلَى التَّعْلِيمِ وَلَا بَأْسَ بِجَوَازِ أَخْذِالْأُجْرَةِ عَلَى الرُّقْيَةِ وَنَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . أنوار البروق في أنواع الفروق ـ القرافي المالكي / ج4 مايملك بالإجارات وَاتَّفَقُوا عَلَى إبْطَالِ كُلِّ مَنْفَعَةٍ كَانَتْ فَرْضَعَيْنٍ عَلَى الْإِنْسَانِ بِالشَّرْعِ مِثْلُ الصَّلَاةِ , وَغَيْرِهَا ,وَاخْتَلَفُوا فِي إجَارَةِ الْمُؤَذِّنِ عَلَى الْأَذَانِ فَقَوْمٌ لَمْيَرَوْا فِيهِ بَأْسًا , وَقَوْمٌ كَرِهُوا ذَلِكَ مُحْتَجِّينَ بِمَارُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم { اتَّخِذُوا مُؤَذِّنًا لَا يَتَّخِذُ عَلَىأَذَانِهِ أَجْرًا } وَالْمُبِيحُونَ قَاسُوهُ عَلَى الْأَفْعَالِ غَيْرِالْوَاجِبَةِ , وَهَذَا هُوَ سَبَبُ الِاخْتِلَافِ فِي أَنَّهُ هَلْ هُوَوَاجِبٌ أَمْ لَيْسَ بِوَاجِبٍ , وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِيالِاسْتِئْجَارِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ فَأَجَازَهُ قَوْمٌمُحْتَجِّينَ بِمَا رُوِيَ عَنْ { خَارِجَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ عَمِّهِقَالَ أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمفَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَقَالُوا إنَّكُمْجِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الْحَبْرِ فَهَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ أَوْرُقْيَةٌ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَعْتُوهًا فِي الْقُيُودِ فَقُلْنَا لَهُمْنَعَمْ فَجَاءُوا بِهِ فَجَعَلْت أَقْرَأُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّأَتْفُلُ عَلَيْهِ فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَأَعْطَوْنِيجُعَلًا فَقُلْت : لَا حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم فَسَأَلْته فَقَالَ كُلْ لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍفَلَقَدْ أَكَلْت بِرُقْيَةِ حَقٍّ } , وَبِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍالْخُدْرِيِّ { أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمكَانُوا فِي غَزَاةٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِفَقَالُوا هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَاقٍ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ قَدْلُدِغَ أَوْ قَدْ عَرَضَ لَهُ قَالَ فَرَقَى رَجُلٌ بِفَاتِحَةِالْكِتَابِ فَبَرِئَ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ الْغَنَمِ فَأَبَى أَنْيَقْبَلَهَا فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمفَقَالَ بِمَ رَقَيْته قَالَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ قَالَ وَمَا يُدْرِيكأَنَّهَا رُقْيَةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمخُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ فِيهَا بِسَهْمٍ } . وَكَرِهُوهُ أَيْحَرَّمَهُ قَوْمٌ آخَرُونَ قَائِلِينَ هُوَ مِنْ بَابِ الْجُعْلِ عَلَىتَعْلِيمِ الصَّلَاةِ قَالُوا وَلَمْ يَكُنْ الْجُعْلُ الْمَذْكُورُ فِيالْإِجَارَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ , وَإِنَّمَا كَانَ عَلَىالرَّقْيِ وَالِاسْتِئْجَارِ , وَالرَّقْيُ عِنْدَنَا جَائِزٌ سَوَاءٌكَانَ بِالْقُرْآنِ أَوْ غَيْرِهِ لِأَنَّهُ كَالْعِلَاجَاتِ , وَلَيْسَوَاجِبًا عَلَى النَّاسِ , وَأَمَّا تَعْلِيمُ الْقُرْآنِ فَهُوَ وَاجِبٌعَلَى النَّاسِ ا هـ بِتَصَرُّفٍ فَافْهَمْ شرح معاني الآثار ـ الطحاوي الحنفي ج4 كِتَابُ الْإِجَارَاتِ بَابُ الِاسْتِئْجَارِ عَلَى تَعْلِيمِالْقُرْآنِ هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لَا ؟ وَمَا قَدْ رُوِيَ عَنْرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُبْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : ثنا شُعْبَةُعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ عَنْخَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ قَالَ : { أَقْبَلْنَامِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّمِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَقَالُوا لَنَا : إنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ مِنْعِنْدِ هَذَا الْحَبْرِ بِخَيْرٍ فَهَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رُقْيَةٌأَوْ شَيْءٌ ؟ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَعْتُوهًا فِي الْقُيُودِ . قَالَ :فَقُلْنَا نَعَمْ . فَجَاءُوا بِهِ فَجَعَلْت أَقْرَأُ عَلَيْهِبِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً أَجْمَعُبُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍفَأَعْطَوْنِي جُعْلًا فَقُلْت : لَا حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى اللهعليه وسلم فَسَأَلْته فَقَالَ كُلْ فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِبَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْت بِرُقْيَةِ حَقٍّ } . وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُوالْعَوَّام مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِالْمُرَادِيُّ قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ قَالَ : ثنا هُشَيْمٌعَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي عَنْ أَبِيسَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ { أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم قَدْ كَانُوا فِي غُزَاةٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِالْعَرَبِ فَقَالُوا : هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ ؟ فَإِنَّ سَيِّدَالْحَيِّ قَدْ لُدِغَ أَوْ قَدْ عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ . قَالَ : فَرَقَاهُرَجُلٌ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْالْغَنَمِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ . فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَاللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ بِمَ رَقِيَتْهُ ؟ فَقَالَ :بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ . قَالَ : وَمَا يُدْرِيك أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟قَالَ : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُذُوهَاوَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ فِيهَا بِسَهْمٍ } . فَاحْتَجَّ قَوْمٌ بِهَذِهِالْآثَارِ فَقَالُوا لَا بَأْسَ بِالْجُعْلِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ .وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ فَكَرِهُوا الْجُعْلَ عَلَى تَعْلِيمِالْقُرْآنِ كَمَا قَدْ يُكْرَهُ الْجُعْلُ عَلَى تَعْلِيمِ الصَّلَاةِ .وَقَدْ كَانَ مِنْ الْحُجَّةِ لَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْمَقَالَةِ الْأُولَىفِي ذَلِكَ أَنَّ الْآثَارَ الْأُوَلَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ الْجُعْلُالْمَذْكُورُ فِيهَا عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَإِنَّمَا كَانَ عَلَىالرُّقَى الَّتِي لَمْ يَقْصِدْ بِالِاسْتِئْجَارِ عَلَيْهَا إلَىالْقُرْآنِ . وَكَذَلِكَ نَقُولُ نَحْنُ أَيْضًا : لَا بَأْسَبِالِاسْتِئْجَارِ عَلَى الرُّقَى وَالْعِلَاجَاتِ كُلِّهَا وَإِنْ كُنَّانَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْتَأْجَرَ عَلَى ذَلِكَ قَدْ يَدْخُلُ فِيمَايَرْقِي بِهِ بَعْضُ الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى النَّاسِ أَنْيَرْقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَإِذَا اُسْتُؤْجِرُوا فِيهِ عَلَى أَنْيَعْمَلُوا مَا لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْمَلُوهُ جَازَ ذَلِكَ .وَتَعْلِيمُ الْقُرْآنِ عَلَى النَّاسِ وَاجِبٌ أَنْ يُعَلِّمَهُبَعْضُهُمْ بَعْضًا لِأَنَّ فِي ذَلِكَ التَّبْلِيغَ عَنْ اللَّهِتَعَالَى إلَّا أَنَّ مَنْ عَلِمَهُ مِنْهُمْ أَجْزَى ذَلِكَ مِنْبَقِيَّتِهِمْ كَالصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ إنَّمَا هِيَ فَرْضٌ عَلَىالنَّاسِ جَمِيعًا إلَّا أَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَجْزَى عَنْبَقِيَّتِهِمْ . وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَسْتَأْجَرَ رَجُلًا لِيُصَلِّيَعَلَى وَلِيٍّ لَهُ قَدْ مَاتَ لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ إنَّمَااسْتَأْجَرَهُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ مَا عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ .فَكَذَلِكَ تَعْلِيمُ النَّاسِ الْقُرْآنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا هُوَعَلَيْهِمْ فَرْضٌ إلَّا أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ مِنْهُمْ فَقَدْ أَجْزَىفِعْلُهُ ذَلِكَ عَنْ بَقِيَّتِهِمْ . فَإِذَا اسْتَأْجَرَ بَعْضُهُمْبَعْضًا عَلَى تَعْلِيمِ ذَلِكَ كَانَتْ إجَارَتُهُ تِلْكَوَاسْتِئْجَارُهُ إيَّاهُ بَاطِلًا لِأَنَّهُ إنَّمَا اسْتَأْجَرَهُ عَلَىأَنْ يُؤَدِّيَ فَرْضًا هُوَ عَلَيْهِ لِلَّهِ تَعَالَى وَفِيمَايَفْعَلُهُ لِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ إنَّمَا يَسْقُطُ عَنْهُ الْفَرْضُبِفِعْلِهِ إيَّاهُ وَالْإِجَارَاتُ إنَّمَا تَجُوزُ وَتُمْلَكُ بِهَاالْأَبْدَالُ فِيمَا يَفْعَلُهُ الْمُسْتَأْجِرُونَ لِلْمُسْتَأْجَرَيْنِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَهَلْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليهوسلم شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْت فِي الْمَنْعِ مِنْالِاسْتِئْجَارِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ ؟ قِيلَ لَهُ : نَعَمْ قَدْرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ{ لَا تَأْكُلُوا بِالْقُرْآنِ } . وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضيالله عنه أَنَّهُ قَالَ : { كُنْت أُقْرِئُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِالْقُرْآنَ فَأَهْدَى إلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا عَلَى أَنْأَقْبَلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى . فَذَكَرْت ذَلِكَ لِرَسُولِاللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي إنْ أَرَدْت أَنْ يُطَوِّقَكاللَّهُ بِهَا قَوْسًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا } . وَقَدْ ذَكَرْنَاذَلِكَ كُلَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَسَانِيدِهَافِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا مِنْ كِتَابِنَا هَذَا فِي " بَابِ التَّزْوِيجِعَلَى سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ " مِنْ " كِتَابِ النِّكَاحِ " . ثُمَّقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ أَيْضًا مَاقَدْ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُحَسَّانٍ قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍسَعِيدِ بْنِ إيَاسٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّخِيرِ عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ الشَّخِيرِعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ : قَدْ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صلى الله عليه وسلم { اتَّخَذَ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَىأَذَانِهِ أَجْرًا } فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمالْأَذَانَ بِالْأَجْرِ . وَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مَا قَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُأَبِي عِمْرَانَ قَالَ : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَبْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَعَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عُمَرَ " إنِّيأُحِبُّك فِي اللَّهِ " . فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ " لَكِنِّي أَبْغَضُكفِي اللَّهِ لِأَنَّك تَبْغِي فِي أَذَانِك أَجْرًا وَتَأْخُذُ عَلَىالْأَذَانِ أَجْرًا " . فَقَدْ ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَا كَرَاهِيَةَالِاسْتِئْجَارِ عَلَى الْأَذَانِ فَالِاسْتِجْعَالُ عَلَى تَعْلِيمِالْقُرْآنِ كَذَلِكَ أَيْضًا لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمقَدْ أُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْ اللَّهِ وَلَوْ آيَةً مِنْ كِتَابِاللَّهِ وَأَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ التَّبْلِيغَ عَنْهُ فَقَالَ{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْك مِنْ رَبِّكوَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْت رِسَالَتَهُ وَاَللَّهُ يَعْصِمُكمِنْ النَّاسِ } . وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمِثْلِ ذَلِكَ أَيْضًا فِيمَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ وَإِبْرَاهِيمُبْنُ مَرْزُوقٍ جَمِيعًا قَالَا : ثنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّعَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ : قَدْ قَالَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم { بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً مِنْكِتَابِ اللَّهِ وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ فِيذَلِكَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُمِنْ النَّارِ } . فَأَوْجَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أُمَّتِهِ التَّبْلِيغَ عَنْهُ . ثُمَّ قَدْفَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ التَّبْلِيغِ عَنْهُوَالْحَدِيثِ عَنْ غَيْرِهِ فَقَالَ { وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَوَلَا حَرَجَ } أَيْ : وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ فِي أَنْ لَا تُحَدِّثُواعَنْهُمْ فِي ذَلِكَ " . فَالِاسْتِجْعَالُ عَلَى ذَلِكَ اسْتِجْعَالٌعَلَى الْفَرْضِ وَمَنْ اسْتَجْعَلَ جُعْلًا عَلَى عَمَلٍ يَعْمَلُهُفِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَمَلَهُ عَلَيْهِ فَذَلِكَ عَلَيْهِ حَرَامٌلِأَنَّهُ إنَّمَا يَعْمَلُهُ لِنَفْسِهِ لِيُؤَدِّيَ بِهِ فَرْضًاعَلَيْهِ . وَمَنْ اسْتَجْعَلَ جُعْلًا عَلَى عَمَلٍ يَعْمَلُهُلِغَيْرِهِ مِنْ رُقْيَةٍ أَوْ غَيْرِهَا وَإِنْ كَانَتْ بِقُرْآنٍ أَوْعِلَاجٍ أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَذَلِكَ جَائِزٌ وَالِاسْتِجْعَالُعَلَيْهِ حَلَالٌ . فَيَصِحُّ بِمَا ذَكَرْنَا مَعَانِي مَا قَدْ رُوِيَعَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ النَّهْيِوَمِنْ الْإِبَاحَةِ وَلَا يَتَضَادَّ ذَلِكَ فَيَتَنَافَى . وَهَذَاكُلُّهُ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ رَحْمَةُاللَّهِ عَلَيْهِمْ . وجاء في المغني لإبن قدامة الحنبلي/الإجارة ج 5 فَأَمَّا الْأَخْذُ عَلَى الرُّقْيَةِ , فَإِنَّ أَحْمَدَاخْتَارَ جَوَازَهُ , وَقَالَ : لَا بَأْسَ . وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِيسَعِيدٍ . وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا اُخْتُلِفَ فِيهِ , أَنَّالرُّقْيَةَ نَوْعُ مُدَاوَاةٍ , وَالْمَأْخُوذُ عَلَيْهَا جُعْلٌ ,وَالْمُدَاوَاةُ يُبَاحُ أَخْذُ الْأَجْرِ عَلَيْهَا , وَالْجَعَالَةُأَوْسَعُ مِنْ الْإِجَارَةِ , وَلِهَذَا تَجُوزُ مَعَ جَهَالَةِ الْعَمَلِوَالْمُدَّةِ وَقَوْلُهُ عليه السلام : { أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِأَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ } . يَعْنِي بِهِ الْجُعْلَ أَيْضًا فِيالرُّقْيَةِ ; لِأَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي سِيَاقِ خَبَرِ الرُّقْيَةِ .وَأَمَّا جَعْلُ التَّعْلِيمِ صَدَاقًا فَعَنْهُ فِيهِ اخْتِلَافٌ ,وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ تَصْرِيحٌ وجاء في تحفة المحتاج –أحمد بن حجر الهيتمي/كتاب الجعالة ج 6 ( فَرْعٌ ) تَجُوزُ الْجَعَالَةُ عَلَى الرُّقْيَةِ بِجَائِزٍكَمَا مَرَّ وَتَمْرِيضِ مَرِيضٍ وَمُدَاوَاتِهِ , وَلَوْ دَابَّةً ثُمَّإنْ عَيَّنَ لِذَلِكَ حَدًّا كَالشِّفَاءِ وَوُجِدَ اسْتَحَقَّالْمُسَمَّى وَإِلَّا فَأُجْرَةَ الْمِثْلِ . ( قَوْلُهُ ثُمَّ إنْ عَيَّنَ لِذَلِكَ حَدًّا كَالشِّفَاءِ وَوُجِدَاسْتَحَقَّ الْمُسَمَّى ) قَدْ يُصَوَّرُ ذَلِكَ بِمَا لَوْ قَالَدَاوِنِي فَإِنْ شُفِيت فَلَكَ كَذَا وَيُعْتَرَضُ بِأَنَّ الشِّفَاءَغَيْرُ فِعْلٍ لَهُ وَلَا مَقْدُورَ لَهُ فَلَا تَصِحُّ الْمُجَاعَلَةُعَلَيْهِ فَغَايَةُ مَا يَتَّجِهُ فِي هَذَا أَنَّهُ جَعَالَةٌ فَاسِدَةٌتُوجِبُ أُجْرَةَ الْمِثْلِ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ لَا يَتَعَيَّنُتَصْوِيرُهُ بِذَلِكَ بِتَسْلِيمِ الْفَسَادِ فِيهِ بَلْ يُمْكِنُتَصْوِيرُهُ بِنَحْوِ إنْ دَاوَيْتنِي إلَى الشِّفَاءِ فَلَكَ كَذَاوَيَتَّجِهُ حِينَئِذٍ صِحَّةُ الْجَعَالَةِ إذْ الْمُجَاعَلَةُ لَيْسَتْعَلَى الشِّفَاءِ بَلْ عَلَى الْمُدَاوَاةِ وَإِنَّمَا جَعَلَ الشِّفَاءَمَبْنِيًّا لِحَدِّهَا وَغَايَتِهَا فَلَا مَحْذُورَ , وَلَوْ سُلِّمَأَنَّهُ عَلَى الشِّفَاءِ فَذَلِكَ أَمْرٌ ضِمْنِيٌّ وَيُغْتَفَرُ فِيالضِّمْنِيِّ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي الْقَصْدِيِّ ثُمَّ وَجَدَ م رالْمَسْأَلَةَ مَنْقُولَةً فِي الْجَوَاهِرِ وَأَنَّهُ يَصِحُّالْجَعَالَةُ عَلَى الشِّفَاءِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَقْدُورًا ; لِأَنَّأَسْبَابَهُ مَقْدُورَةٌ وَفَرَّقَ فِي الْجَوَاهِرِ بَيْنَالْمُجَاعَلَةِ عَلَيْهِ وَالْإِجَارَةِ .......... ------------------------------------- سبل السلام للصنعاني ـ الأجرة ج2 ( وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلم قَالَ { إنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًاكِتَابُ اللَّهِ } . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ) وَقَدْ عَارَضَهُ مَاأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ,وَلَفْظُهُ { عَلَّمْت نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَوَالْقُرْآنَ فَأَهْدَى إلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا فَقُلْت لَيْسَتْلِي بِمَالٍ فَأَرْمِي عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَتَيْته فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ أَهْدَى إلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتأُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ وَلَيْسَتْ لِي بِمَالٍ فَأَرْمِيعَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ : إنْ كُنْت تُحِبُّ أَنْتُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا } فَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُفِي الْعَمَلِ بِالْحَدِيثَيْنِ . فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ وَمَالِكٌوَالشَّافِعِيُّ إلَى جَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِالْقُرْآنِ سَوَاءٌ كَانَ الْمُتَعَلِّمُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا وَلَوْتَعَيَّن | |
|