الشيخ الطبيب الإدارة
برجك الروحانى : عدد الرسائل : 899 العمر : 41 من أى دولة : مصر السٌّمعَة : -1 نقاط : 1769 تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: أرفق بنفسك إن غلبتك نفسك على العادة السرية الإثنين 1 نوفمبر - 12:17 | |
| الحمد لله
أخي الكريم الشهوة أمر جُبل عليه الناس ولا يمكن التخلص منها ، والمطلوب هو أن يمتنع العبد بقدر إمكانه عن فعلها ويجاهد نفسه عن الوقوع فيها فمن جاهد نفسه ودفعها بقدر إمكانه أعانه الله وسدد خطاه قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) فمثلا لو قلنا كانت تغلبك نفسك على فعلها كل يوم ثم عزمت النية وجاهدت نفسك ولم تعد تفعلها إلا كل يومين أو أسبوع فهذه مجاهدة مباركة لإن العبد نجح في عدم الإستسلام للشيطان وللنفس والهوى وتغلب على شئ من شهوته بفعل نية المجاهدة الصادقة فليكن كذلك على الدوام ، ليكن على مجاهدة دائمة بقدر الإمكان ومتى ما وقع عاد للمجاهدة ولا ييأس أبدا قال تعالى ( فاتقوا الله ماستطعتم ) وهذا أول علاج والعلاج الآخر عدم التعرض لما يثير الشهوة في الإنسان بقدر الإمكان ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى وليست لك الثانية " فإن وقعت في نظرة محرمة فلا تستمر في التأمل في المحاسن بل إصرف بصر مباشرة وستجد لذلك حلاوة في قلبك وكلما عودتك نفسك أعتادت على ماعودتها عليه وإنما الطبع بالتطبع ، ورد في الحديث (من نظر إلى محاسن امرأة ثم غضّ بصره أورثه الله إيمانا في قلبه يجد حلاوة ذلك) ومن العلاج الإشتغال بعمل يوجه غالب تفكير العبد إليه كحفظ القرآن والسنة وطلب العلم والدعوة والإنشغال بمشارع دعوية عبر الأنترنت والتفكير بعمل يبذر العبد منه ثمرة للناس كفتح موقع إسلامي ، لتعليم القرآن أو نشر كلام العلماء أو غير ذلك ، ثم بعد ذلك عليك بثرة الدعاء في الصلوات وفي أوقات الإجابة والتبرؤ من الحول والقوة والإستعانة بالله تعالى فهذا من أعظم أسباب العلاج ومن فعل ذلك سيجعل الله له فرجا ومخرجا مما هو فيه وسيجد أن الله تعالى يعينه على ذلك ويزين الإيمان في قلبه ويكره في قلبه الفسوق والعصيان ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) فإن غلبتك نفسك ووقعت في المعصية فاعلم أن لك ربا يغفر الذنب ويقبل التوب فبادر للتوبة مرات ومرات كلما وقعت تب والله تعالى يقبل توبة العبدة مالم تخرج روحه من جسده فلا يدخل عليك الشيطان من مدخل كبير وخطير ألا وهو تقريعك بأنك مجرم وفاسق فإنه بذلك يسعى بذلك في تحبيطك عن الطاعة ويستدرجك رويدا رويدا حتى تترك السنن والنوافل والواجبات ثم يوقعك في المحرمات
وكم من شباب أوقعهم الشيطان في هذا المزلق الخطير فحينما جرموا أنفسهم جاءهم الشيطان بأفكاره الخبيثة وقال لهم كيف تقوم الليل وأنت عاص كيف تصلى النوافل وأنت عاص كيف تقرأ القرآن وأنت عاص وهكذا أستدرجهم حتى تركوا الطاعات ووقعوا في المحرمات وكل ذلك بسبب ذنب يمكن تداركه ومعالجته رويدا رويدا ويمكن التوبة منه متى ما وقع فيه الإنسان ،،، والله تعالى فتح رحمته للمذنبين الذين تغلبهم شهواتهم فقال ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) فإن أوقعك الشيطان في هذه المعصية فقم وتب وبادر بصلاة ركعتين وأقبل على الطاعة وأغظ الشيطان بكثرة قراءة القرآن وذكر الله تعالى فإنك متى مافعلت ذلك وعلم منك أن وقوعك في تلك المعصية سيكون سببا في كثرة عبادتك بعد التوبة وذكرك لله جل وعلا عندها سيتنحى عنك الشيطان ويدعك ، لإنه يعلم أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بسيئة واحدة ويمكن أن تهدم بالتوبة منها ، فاعلم بارك الله فيك أن من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات ، يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه ، رجاء قبول توبته ، وهي "صلاة التوبة" فعن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ") . صححه الألباني في صحيح أبي داود وسبب صلاة التوبة هو وقوع المسلمِ في معصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة ، فيجب عليه أن يتوب منها فوراً ، ويندب له أن يصلي هاتين الركعتين، فيعمل عند توبته عملاً صالحاً من أجل القربات وأفضلها ، وهو هذه الصلاة ، قال صلى الله عليه وسلم ( واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) فيتوسل بها إلى الله تعالى رجاء أن تقبل توبته ، وإذا تاب العبد من ذنوبه ، فإنها تغفر له ، ولا يعاقب عليها ، لا في الدنيا ولا في الآخرة . ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه . قال النووي : أَجْمَع الْعُلَمَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ عَلَى قَبُول التَّوْبَة مَا لَمْ يُغَرْغِر , كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث . وَلِلتَّوْبَةِ ثَلاثَة أَرْكَان : أَنْ يُقْلِع عَنْ الْمَعْصِيَة ، وَيَنْدَم عَلَى فِعْلهَا ، وَيَعْزِم أَنْ لا يَعُود إِلَيْهَا . فَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْب ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ لَمْ تَبْطُل تَوْبَته ، وَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْب وَهُوَ مُتَلَبِّسٌ بِآخَر صَحَّتْ تَوْبَته . هَذَا مَذْهَب أَهْل الْحَقّ اهـ . وقال أيضاً : لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْب مِائَة مَرَّة أَوْ أَلْف مَرَّة أَوْ أَكْثَر , وَتَابَ فِي كُلّ مَرَّة , قُبِلَتْ تَوْبَته , وَسَقَطَتْ ذُنُوبه , وَلَوْ تَابَ عَنْ الْجَمِيع تَوْبَة وَاحِدَة بَعْد جَمِيعهَا صَحَّتْ تَوْبَته اهـ . وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ . ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ . وفي رواية : (قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ) . قال النووي رحمه الله قَوْله عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِي تَكَرَّرَ ذَنْبه : ( اِعْمَلْ مَا شِئْت فَقَدْ غَفَرْت لَك ) مَعْنَاهُ : مَا دُمْت تُذْنِب ثُمَّ تَتُوب غَفَرْت لَك اهـ . وعلى كل حال : فرحمة الله واسعة وفضله عظيم ، ومن تاب : تاب الله عليه ، ولا ينبغي للمسلم أن يتجرأ على المعصية فقد لا يوفق للتوبة ، وما ذُكر في الحديث فهو لبيان سعة رحمة الله تعالى وعظيم فضله على عباده لا ليتجرأ الناس على ارتكاب المعاصي وإذا تاب الإنسان من أي معصية – العادة السرية أو غيرها – توبة نصوحاً ، فإن الله تعالى يقبل توبته ، ويغفر ذنبه كأنه لم يكن ، قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) الشورى/25 ، وقال تعالى : (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53 ، وهذه الآية في حق كل تائب .
| |
|