الشيخ الطبيب الإدارة
برجك الروحانى : عدد الرسائل : 899 العمر : 41 من أى دولة : مصر السٌّمعَة : -1 نقاط : 1769 تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: علاج القلب المريض بحب وإرادة السيئات >>>>>......!! الخميس 21 أكتوبر - 15:59 | |
| الدواء والدواء علاج القلب المريض بحب وإرادة السيئات المعالج الروحاني عبد الله أبو زيد
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم القائل ( من تاب قبل أن تطلع الشمس منمغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
قرأت رسالتك ، وأعلم أنه لا شيء يحول بينك وبين التوبة ، ولو بلغت ذنوبك السماء ،ولو ملأت الأرض كلها ، فما دام الإنسان في هذه الحياة فإن باب التوبة مفتوح ، وقدتبين لي من رسالتك أنك تعيش صراعا بين نداء الإيمان في قلبك ، ونداء الشهوة التييحركها الشيطان فيه ، والحمد لله تعالى أنه قد بقي في قلبك نور من الإيمان ، مايلومك على فعل السيئة ، ويزين لك العمل الصالح ، ولكنه نور ضعيف ، لأن ظلمةالسيئات التي هي نفث من الشيطان أضعفت هذا النور ، ولهذا يضيء أحيانا ، فيتيقظضميرك قليلا ، ثم لا يلبث حتى ينطفئ مرة أخرى وتعود إلى فعل السيئات .
وسأبين لك المرض الذي تعاني منه ، ثم أصف لك العلاج ، فاقـرأ ما أقول لك بتمعنواهتمام ، لعل الله تعالى ينفعك به .
ـ القلب أيها الأخ الكريم هو موضع الإرادة في الإنسان ، فهو أحيانا يريد الخير ،وأحيانا يريد الشر ، والجوارح ليست سوى جنود تطيعه على وفق ما فيه من الإرادة .
ـوالفرق بين الملتزمين بالطاعة وبينك ، أن الملتزمين قلوبهم تريد الخير إرادة جازمةولهذا فجوارحهم تطيع هذه الإرادة فهم مستقيمون على طاعة الله تعالى ، وأما أنتفقلبك يعلم الخير و الشر ، ويفرق بين الحسنات والسيئات ، ولكنه لا يستطيع أن يريدالخير ، فتجده يريد الشهوات ، مع أنه يعلم أنها تضره ، فيأمر الجوارح فتطيعه ،ولكن ما هو السبب ؟
ـ السبب هو أن القلب المحصن من الشيطان ، تسهل عليه إرادة فعل الخيرات لأنه قلبصحيح قوي ، والقلب الذي يمكن الشيطان أن يدخله فيتجول فيه كما يشاء ، يتوصلالشيطان بسهولة أن يجعل فيه إرادة السيئات ، بعدما يزينها له ، لأنه قلب مريض مليءبالجراثيم الشيطانية .
ـ ومن الناس من لا يدخل الشيطان قلبه إلا مرورا سريعا ، لقوة التحصينات حوله ،فهذا مثل الذين يفعلون الصغائر أحيانا وسرعان ما يتوبون منهــا ، وهم الذين قالالله تعالى عنهم (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَامَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)، ومن الناس من لا يقترب الشيطان من قلبه أبدا ، لأن قلبه مثل السماء المحروسةبالشهب من الشياطين ، فقلبه كذلك محروس من الشيطان ، وقال الرسول صلى الله عليهوسلم عن هذا القلب ( أبيض مثل الصفا لا تضره فتنةمادامت السماوات والأرض ) رواه مسلم من حديث حذيفة رضيالله عنه ، ومن الناس من دخل الشيطان قلبه ، فاتخذ فيه بيتا ، وجعل له فيه عشايبيض فيه ويفرخ ، فاستحوذ عليه ، يأمر القلب بالشهوات المحرمة ، فيريدها قلبه ،فيأمر الجوارح بفعلها فتفعله ، لأن الشيطان وجده قلبا خاليا عن التحصينات ، مفتحالأبواب ، ضعيفا مريضا بفعل السيئات ، ولهذا قال الله تعالى عن هذا النوع (اسْتَحْوَذَعَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ)، لأن ذكر الله تعالى هو الحصن من الشيطان ، فأنساهم إياه ليستحوذ على قلوبهم فيقودها لتنقاد جوارحهم له تبعا .
ـوالقلب لا يحصن من الشيطان إلا بذكر الله تعالى ولا يقوى على إرادة الخير إلابالعمل الصالح ، ولا يغلبه الشيطان إلا إن كان غافلا عن ذكر الله تعالى ، ضعيفا بسبب فعل السيئات والمنكرات .
ـ والآن بعد أن عرفت السبب في أن قلبك لا يطاوعك على إرادة العمل الصالح ، وتركالسيئات ، ولا يمكنه أن يثبت على الاستقامة ، فالعلاج يكمن في هذه الوصفة الطبية ،خذها وداوم عليها فنتائجها مضمونة بإذن الله إن ثابرت عليها بصدق:
1ـ احرص على إقامة الصلوات الخمسفي جماعة لاسيما صلاة الفجرفإياك أن تفوتك أبدا ، قال الله تعالى (وَقُرْآنَالْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)أي صلاة الفجر تشهدها الملائكة .
2ـ بعد صلاة الفجر امكث في المسجد لقراءة القرآن إلىطلوع الشمس ، ثم صلركعتين بعد ارتفاعها قيد رمح ( وقيد الرمح : مقدار عشرةدقائق من أول الشروق ).
3ـ قل (سبحان الله وبحمده) مائة مرة كل يوم في أيوقت في المسجد أو البيت ، ماشيا ، أو قاعدا ، أو في السيارة ..الخ ، وهذا الذكريحت الخطايا حتا .
4ـ استغفر الله تعالى مائة مرة كل يوم ، قائلا ( أستغفر اللهوأتوب إليه ) كذلك في أي وقت شئت ، وعلى أي حال تكون .
5ـ قل هذا الذكر مائة مرة ( لا إله إلا الله وحده لا شريكله ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائةمرة كل يوم كذلك في أي وقت شئت ، وعلى حال تكون ، ولا يشترط في المسجد ، وهذهالأذكار كان يداوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم فهي حياة القلب وغذاؤه الذي لايستغني عنه .
6ـ بين صلاتي المغرب والعشاء رابط في المسجدفلا تخرج منه واقرأ ما تيسر من القرآن بالتدبـــر .
7ـ يجب عليك الحمية التامة من النظر إلى التلفزيون ، أوالمجلات ، أو الذهاب إلى أي مكان في منكرات ، فأنتفي حجر صحي لكي ترجع إلى قلبك عافيته ، ولن ينفعك الدواء وهي الحسنات ، إن كنتتدخل عليه الداء في أثناء فترة العلاج ، والداء هو السيئات .
8 ـ استمر على هذا البرنامج شهرا كاملا علىالأقل ، تعيش فيه مع القرآن تقرؤه بالتدبر ، وتعمل بما فيه ، وتخلو بنفسك لذكرالله تعالى الساعات الطوال ، والدليل على الشهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمربذلك قال ( اقرأ القرآن في شهر ، اقرأه في خمس وعشرين ،اقرأه في عشر ، أقرأه في سبع ) متفق عليه من حديث ابن عمر.
9ـ إن كانت البيئة التي تعيش فيها لا تساعدك على تطبيق هذا البرنامج فغيربيئتك ، اترك أصحاب السوء ، وابتعد عنالأماكن التي تقضي فيها أوقات فراغك إن كانت تشجع على المعاصي ،ولو استطعت أن تسافر إلى مكـــة مثلالتطبق هذا البرنامج فافعل .
10ـ تصدق بجزء من مالك ، توبة إلى الله تعالى ، صدقةسر لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى ، فقد صح في الحديث ( صدقةالسر تطفئ غضب الرب ) رواه ابن حبان من حديث أنس .
11ـ حاول أن تذهب إلى العمرة ناوياتجديد إيمانك وغسل ماضيك بماء هذه الرحلة المباركة قال صلى الله عليه وسلم ( العمرةإلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
12ـإن كانت لديك حقوق للناس ردها كلها، ولا تترك منها شيئا في ذمتك توبة إلى الله .
13ـادع الله تعالى كل ليلة في وقت السحر قبل صلاةالفجر بهذا الدعاء ( رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولايغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )وهذا الدعاء ( اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي) وهذان علمهما الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه ، وأكثرمن الاستغفار والدعاء فإن السحر ( قبل الفجر ) وقتيستجاب فيه الدعاء .
هذه هي وصفتك الطبية ، ومدة الشهر غير مقصودة بالتحديد ، فقد يظهر عليك التغير قبلذلك ، و قد تحتاج إلى الاستمرار إلى أكثر من شهر في هذا الحجر الصحي ، والهدف منههو طرد الشيطان من القلب، وتنظيف آثاره ، وأوساخه ، وقاذوراته التي وضعها فيه ،لأنها هي السبب في كون قلبك ضعيفا لا يستطيع إرادة الخير وفعل الصالحات ، وينقاد بسرعة إلى نداء الشهوات .
فإن عاد إلى القلب عافيته ، وصار سليما قويا بذكر الله تعالى ، محصنا من كيدالشيطان ، فخفف قليلا من هذا البرنامج على قدر ما تطيق ، فقد قال صلى الله عليهوسلم ( عليكم بما تطيقون ) متفق عليه من حديث عائشةرضي الله عنها ، إلا إن كنت تطيق أكثر من ذلك ، فزد من الخير مادام قلبك يحب العملالصالح ، فهذه الوظائف الإيمانية هي الدرجات عند الله ، كلما أكثر العبد منهاارتفع وعلا في مدارج التقوى ، واحسن أداء ما افترض الله عيك ، وستلاحظ أن الأمورقد تغيرت بشكل عجيب ، مع مدوامتك على هذه الوصفة التي وصفت لك ، وستجد نفسك تكرهالوقوع في المعاصي ، وستجد قلبك لا يريد فعلها ، وينظر إليها نظرة احتقار وازدراء، وستحب العمل الصالح ، وتنشط له ، وتشعر بحلاوته في قلبك ، والسر في هذا التغير ،هو أنك عالجت القلب بذكر الله تعالى والعمل الصالح ، فصار صحيحا يريد الخير ويحبه، بعد أن كان مريضا يريد الشر والسيئات ويحبها ، قال الحق سبحانه (وَلَكِنَّاللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَإِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ)والله أعلم
المعالج الروحاني عبد الله أبو زيد
| |
|